تعدّ مسابقةُ معارفِ التُراثِ الفرقيّةِ الرمضانيّةِ، من أهمّ البرامجِ التلفزيونيّةِ الّتي يتبناها قسمُ شؤونِ المعارفِ الإسلاميّةِ والإنسانيّةِ التابعُ للعتبةِ العبّاسيّةِ المُقدّسةِ؛ نظرًا للوقتِ الذي تُبثّ فيه، وهو شهرُ رمضان المبارك وما يرافقه من تزاحم البثّ لبرامج الإسفاف واللهو من جهة، ونظًرا للفئةِ المستهدفةِ منها من جهةٍ ثانية. إذ أنّ عِمادَ هذهِ المسابقةِ طلبةُ الجامعاتِ العراقيّةِ الّذين يُصنَفون من أهمّ شرائح المجتمعِ بوصفهم الأمل الذي تتطلع إليه أنظارُ الجميعِ؛ لبناءِ مستقبلٍ مُشرِقٍ، فهمّ معلمو وقادة الأجيال اللاحقة، ولابد من الاهتمام بهم واحتضانهم وتوجيههم نحوَ جادة الصواب. وأبرزُ أهدافِ مسابقةِ معارفِ التُراثِ هي إحياء التُراث الإسلاميّ الثرّ ونشر ثقافة الاهتمام به، وإبرازه إلى المجتمعِ بطرائقَ تجذب الأنظار إليه؛ لأن الاستناد إلى التراث يقودنا إلى المجد بخطواتٍ ثابتة ويجعلنا أقرب من تحقيقِ النجاحاتِ وبناءِ جيلٍ واع، وكذلك تهدفُ إلى تعميقِ صلةِ الشبابِ بتُراثِ السلفِ الصالح؛ مما يعزز لديهم روح الانتماء لهذا التُراث، ويجعلهم أكثر تمسكًا بهويتهم الإسلاميّة، وأكثر قوة وصلابة أمام القوى الّتي تُريد أن تسلخهم عن هذه الهِوية. ومن أهدافها أيضًا؛ استثمار أجواء الشهر الفضيل، وتقديم برنامج تلفزيوني نافع للعائلة العراقيّة، بالإضافة إلى خلق حالة من التواصل والتعامل بين المؤسسة الدينيّة المُتمثّلة بالعتبةِ العبّاسيّة المُقدّسة والمؤسسة العلميّة الّتي تمثّلها الجامعات العراقيّة، فضلًا عن إشعارِ الطلبة بأهميتهم ومكانتهم في الساحة الثقافيّة، وإيصال رسالة إلى الآخرين مفادها أنَّ شبابنا مسلحين بالثقافةِ والفكرِ ومتمسكين بتُراثهم.

تشارك في كلِّ نسخة من نسخ المسابقة اثنتا عشرة جامعةً عراقيّةً، وكلّ جامعة يمثلها فريق يتكوّن من ثلاثة طلاب، وهذهِ الفرق تتنافس فيما بينها على مدى 20 حلقةً بطريقة مشابهة لآليات التنافس في دوريات كرة القدم. إذ يتمّ تقسيم الفرق المشاركة على أربع مجاميع، في كلّ مجموعة ثلاثة فرق، ويتأهل من كلّ مجموعة فريقان، فتصل ثمانيّة فرق إلى الدور ربع النهائيّ (دور خروج المغلوب)، ومن هذا الدور تنتقل أربعة فرق إلى الدور نصف النهائيّ، وبعدها يتأهل فريقان إلى المباراة النهائيّة. كلّ حلقة (مباراة) تتضمّن ثلاث جولات، وفي كلّ جولة مجموعة من الأسئلة، مع سؤال خاصّ للجمهور في نهاية كلّ حلقة.

تحظى المسابقة بدعم كبير من سماحة المتوليّ الشّرعي سماحة السّيّد أحمد الصافيّ (دام عزّه)، ورعاية كريمة من الأمانة العامّة للعتبة العبّاسيّة المقدّسة، وتتضمّن جوائز مادية قيّمة للفرق الفائزة: (5 ملايين دينار عراقيّ للفائز الأوّل، 3 مليون دينار عراقي للفائز الثانيّ و 2 مليون دينار عراقي للفائز الثالث). بالإضافة إلى جوائز مباركة لمشاهدي المسابقة: (أداء مناسك العُمرة، زيارة مرقد الإمام الرضا (عليه السّلام)، وزيارة مرقد السّيَّدة زينب عليها السّلام). وكذا جوائز معنويّة وتبرّكيّة لجميع المشاركين والجامعات المشاركة.