2024-01-10

أثنى العديدُ من المتابعين والمختصّين على ديكورِ مسابقةِ معارفِ التُراثِ الفرقيّةِ الرمضانيّةِ الّتي أقامها قسمُ شؤونِ المعارفِ الإسلاميّةِ والإنسانيّةِ، وأبدوا إعجابهم بطريقةِ تصميمه وتنفيذه وجمالية تفاصيله، وأشادوا بمدى ملاءمته لطبيعة المسابقة ومضامينها، فضلًا عن تناغمه مع الأجواء العائليّة الرمضانيّة، كما أنّهُ انفرد بمساحته الكبيرة نسبيًا وحداثة التقنيات المستخدمة فيه. وقد صمّمَ هذا الديكورَ بالكاملِ المصمّمُ أمير صلاح نوري، وهو مختصّ في تصاميم الـ 3D max، وأخذ بعينِ الاعتبارِ مساحة الاستوديو الكُليّة، والمساحة المخصّصة لوقوف الفريقين ومُقدِّم البرنامج، مع مراعاة ارتفاع السقف وسكك الإنارة، وقدّم قياسات دقيقة جدًا للجهة المُنفّذة، كما راعى الجانب الفنيّ والجماليّ فاستوحى تصميمه من العِمارة القديمة للبيوت العراقيّة والّتي أبرز ما يميزها الـ (شنانشيل)، وكذلك ضمّنَ الأقواسَ الإسلاميّة فيه؛ فأصبح تحفةً عراقيّةً إسلاميّةً بنكهةٍ تُراثيّةٍ مع لمساتٍ حداثويّةٍ في اللونِ والتشكيل. ولم يغفلْ مصممنا المبدع عن تحديد أماكن للإنارةِ ضمن الديكور، فوضعَ عددًا من الـ (فوانيس) ذات التصميم القديم ووزعها بذوقٍ عال داخل الشناشيل وتحتها، وفي هذه الفوانيس رمزية عالية إلى أهمية التراث الإسلاميّ ودوره في إنارة حياتنا، فضلًا عن إسهامها في إعادة الذاكرة إلى حقباتٍ زمنيّةٍ قديمة، واستحضار عبق الماضي. ويبلغ ارتفاع التصميم الكلي 5 أمتار، وعرضهُ 8 أمتار، ومساحة قاعدته 72 م2، وتتوسط واجهته الرئيسيّة شاشة ذكيّة قياسها 1.96م*1.17م، مع منصة تحمل شعار العتبة العباسيّة المُقدّسة في المنتصف، وعلى جانبيها طاولتان يقف خلفهما الفريقان المتسابقان، وتعلو رؤوسهم لوحة فيها اسم الجامعة الّتي يمثلونها. أمّا الجهة الّتي نفّذت هذا التصميمَ فهي شعبةُ الورشِ والحِرفِ التابعةُ لقسمِ الصيانةِ والإنشاءاتِ الهندسيّةِ في العتبةِ العبّاسيّة المُقدّسةِ، وتحديدًا وحدة الـ mdf ؛ إذ بذل منتسبوها جهودًا كبيرةً جدًا، وتمكّنوا من إكماله خلالَ فترةٍ قياسيّةٍ، واستعلموا أفضل المواد الخامّ وأكثرها جودة مع الاهتمام بمدى ملاءمة هذه للمواد للجانب التُراثيّ والفنيّ الّذي حددّهُ المصمم، وكذلك اجتهدوا في طلاء كامل الديكور على وفق الألوان المطلوبة، وإكساء الأرضية الّتي هي عبارة عن هيكل حديدي ارتفاعه 10سم بمادة الـ (High class) السوداء الّتي تعطي لمعان رائع وانعكاس مثالي مما يُضفي جمالية كبيرة وفخامة على عموم المكان. وبالجهة المقابلة لـ (ستيج) التصوير، تمّ نصب مدرجات تتسع لـ 40 شخصٍ؛ خُصّصت كمكان لجلوس جماهير المسابقة، والمسافة بين هذه المدرجات والـ (ستيج) فُرِشَت بالكاربد الأسود مع تغليف جدران الاستوديو كافّة بالخامّ الأسود، وبهذه الطريقة أصبح الاستوديو تحفة فنيّة يُشارُ إليها بالبَنانِ. صور من الموضوع ...